تُعتبر مدينة البيرة إحدى أهم المدن الفلسطينية، وتقع المدينة في قلب فلسطين وعلى الطريق الرئيس الذي يربط القدس بشمال فلسطين، وتبعُد عن مدينة القدس 16 كم، وتتمتع البيرة بالأصالة والعراقة الضاربة في القِدم منذ آلاف السنين، كما يعود تاريخ الاستيطان البشري فيها إلى العصر الحجري النّحاسي ( أي ما يقارب إلى 4500 ق.م)، وهي ذات نمط استيطاني شبه رعوي، ومع بزوغ فجر العصور البرونزية ظهرت فيها القرى الزراعية بشكل واضح، ثمّ تطوّر الاستيطان فيها حتى أضحتْ البيرة في العصر الحديدي تتمتع بأهمية سياسية واقتصادية بعدما أقيمتْ فيها المدينة المحصّنة على تل النّصبة، وتبادلتْ العلاقات السياسية والاقتصادية مع المدن الأخرى داخل وخارج فلسطين، وظلّتْ البيرة تتمتّع بتلك الأهميّة حتى قُبيل مجيء الغزو البابلي عام 586 ق.م، فأصبحتْ تتبع إدارياً وسياسياً للحكم البابلي، وبعد عدة عقود من الحكم البابلي، لا سيما عام 539 ق.م خضعتْ البيرة للحكم الفارسي، وظلّت تتبع إدارياً للقدس حتى عام 332 ق.م، كما خضعتْ البيرة كباقي فلسطين للحكم اليوناني، فزادَ عدد القرى الزراعية فيها وتواصل الحال في الفترة الرومانيّة، حتى عام 324م، وهي بداية الفترة البيزنطية، ومع تبنّي الدين المسيحي كدين رسمي للدولة البيزنطيّة، شهدتْ البيرة حالة من الاستقرار والتطوّر الاقتصادي، انعكسَ على الانتشار الواسع للقرى والعِزب الزراعيّة في البيرة ومحيطها، إلى جانب إنشاء الأديرة والكنائس فيها، ولا سيما خِربة الشويكة وتل النّصبة، وتواصل الازدهار الاقتصادي للبيرة وتعاظم بشكل كبير في الفترة الإسلاميّة المُبَكِّرة.
أمّا في الوقت الحالي تُعتبر المدينة مركزاً تجاريّاً وماليّاً وثقافيّاً في فلسطين ، وتتميّز المدينة بوجود معظم الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية والعامّة ومجمّع المحاكم والشركات والبنوك، وفيها العديد من الكليّات الجامعيّة والمعاهد والمدارس والجمعيات، وأضحت المدينة مركزَ جذبٍ للمواطنين والمستثمرين في كافة القطاعات ،إلا أنَّ الهجرة الداخلية طلباً للرّزق ونتيجة للإغلاقات العسكريّة والحواجز الإسرائيلية أجبرت الكثير من سكان الضفة الغربية وعائلاتهم بالانتقال والسكن في المدينة، الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع عدد سكان المدينة في السنوات الأخيرة ، علاوة على ارتباط الكثير من المواطنين من المحافظات الأخرى بالمدينة لتلقيهم العلاج أو التسوّق أو الدّراسة أو انهاء المعاملات الرسميّة، وتربط جميع قرى وبلدات محافظة رام الله والبيرة والوطن مع المدينة بشبكة طرق خارجية وداخلية مُعبّدة.
فقدتْ مدينة البيرة مساحات واسعة من أراضيها، وأُقيمت على أراضيها ثلاث مستعمرات إسرائيلية، وأصدرت سُلطات الاحتلال أوامر عسكرية بمنع البناء في المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية ، وبهذه الأوامر العسكرية من الاحتلال تقلّصت مساحة مدينة البيرة لتشكل عاملاً معيقاً لأيّة إمكانيّة للتقدّم والاتساع.
مدينة البيرة في أرقام:
عدد سكان المدينة يزيد عن 56000 نسمة ليلاً، و125000 نسمة نهاراً.
تبلغ مساحة مدينة البيرة الأجماليّة 22198دونماً.
تبلغ المساحة التنظيميّة 10854دونماً.
تبلغ مساحة المنطقة المستعمَلة للبناء 8500 دونماً.