نبذة عن مدينة البيرة 2019-01-22
img

مدينة البيرة

الموقع:

تقع مدينة البيرة على بعد 16 كم شمال مدينة القدس، وعلى الطريق الرئيس الذي يربط القدس بمدينة نابلس، ذكرها ياقوت الحموي بالقول :"البيرة بين بيت المقدس ونابلس وخربها الملك الناصر حين استنقذها من الافرنج رأيتها".

أما موقع البيرة الفلكي حسب أحداثيات فلسطين فتقع على خط طول (168 غرباً_171 شرقاً) وخط عرض (144 جنوباً_147 شمالاً)، وهي بدورها تقع على منحدر يرتفع (860م) فوق سطح البحر، أي فوق خط تقسيم المياه الذي يفصل بين السهل الساحلي ووادي الأردن، وهي تتوسط منطقة خط مدن القطاع الجبلي في فلسطين، الذي يمتد إلى الشمال إلى الجنوب، ويحتل موقع البيرة مركزاً في قلب فلسطين، ولا سيما توسطها سلسلة الجبال الممتدة من الشمال إلى الجنوب، مما أكسبها إطلالة جميلة سواء على منطقة الساحل من الغرب، أو على منطقة الغور من الشرق، ولعل ذلك قد تمثل في جبل الطويل الواقع إلى الشرق من البيرة، وهو جبل يمتد بشكل طولي، ويطل على الساحل والغور، فالبيرة تقع على بعد (164 كم) عن أقصى نقطة من شمالي البلاد (المطلة)، وعلى نحو (259 كم) عن آخر موقع في جنوبي البلاد ( أم الرشراش) على خليج العقبة، وتبعد عن مدينة يافا الواقعة غرباً على شاطئ البحر الأبيض المتوسط بنحو (67كم)، وتبعد عن شواطئ البحر الميت شرقاً نحو (52 كم).

لقد ضمت البيرة والمناطق المحيطة بها الكثير من الينابيع والآبار، استخدم بعضها مصدراً لمياه الشرب، مثل:عين الجامع وهي أم العيون في البيرة، بعض العيون استخدمت في ري المزروعات، وبعضها الآخر كانت تقوم عليه صناعة طحن الحبوب من خلال طواحين الماء، مثل:عيون الجنان وهي أربع عيون بالقرب من الشيخ نجم جنوب البيرة، وكانت تتدفق منها المياه طوال العام، وقد أنشئت على مجاري الوادي طاحونة ماء، وغالبية عيون البيرة إندثرت ولم يبق منها إلا القليل، ومن أهم تلك العيون: عين الجامع، عين أم الشرايط، عين الشيخ يوسف، عيون سيدي شيبان، عين الجنان، عين شيبان أو (عين الملك أو عين زليخة)، عين دار عامر، عين عيسى، عين وادي المصايات، عين الطاقة، عين الوحيدي، عين عصفور، عين القاضي، عين رأس حسين، عين الشيخ ابراهيم، عين الظهرات وعين العقبة وعين الجاجة، عين مصباح، عين الكرزم، عين شعب أبو داود، عين القصعة حيث وصف تدفق عين المياه والنظام المائي المرتبط معها إلى جانب وجود تجويف مقطوع في الصخر، لجمع المياه وهي ترتبط مع كهف على شكل غرفة مقطوعة من الصخر قائمة على عمودين مقطوعين أيضاً في الصخر، وكذلك عين النصبة وتعرف بعين أبو اسكندر، وتقع على يمين الشارع بعد المرور عن خربة عطارا باتجاه البيرة.


المناخ:

تقع البيرة مناخياً ضمن نطاق البحر الأبيض المتوسط، حيث تمتاز بمناخ معتدل صيفاً وشتاءً، وتتعرض للرياح الشماتلية الشرقية الجافة، إلى جانب الرياح الجنوبية والغربية التي تحمل معها الامطار والثلوج، علاوة على ذلك تهب عليها أيضاً رياح الخماسين، وهي رياح جافة، وقد أسهم المناخ بشكل عام في البيرة في التنوع النباتي، حيث تنتشر في البيرة ومحيطها أشجار الزيتون وكروم العنب، مما أكسبها المناظر الطبيعية الخلابة وجعل البيرة من أهم مدن الاصطياف الفلسطيني، ومناخ البيرة وهوائها لايختلف بحكم الجوار عن هواء بيت المقدس.


التسمية:

يطلق اسم البيرة على كثير من المواقع في جنوبي فلسطين وشمالها، إضافة إلى مواقع خارج فلسطين، وتذكر الموسوعة الإسلامية أن اسم البيرة يشكل المواقع والأماكن التي كان يتكلم أو ينطق فيها بالآرامية، وبالتالي فإن البيرة هي ترجمة للفظ الآرامي (بيرتا) أي القلعة أو الحصن.

في الفترة الصليبية احتفظت البيرة باسمها القديم بيرا، وبعد أنشأ الصليبيون مستوطنة لهم على أرض البيرة والتي عرفت في بداية إنشائها باسم المحمرة (مهموريا) وبعد اتساعها وازدهارها أطلق عليها اسم المحمرة الكبرى للتفريق بينها وبين القبيبة التي عرفت باسم المحمرة الصغرى، وبمعنى كلمة المحمرة منطقة التغبيد أو المنبر الأكبر، ويقال أنها بمعنى اسم المكان الدي كان يقيم فيه المسلمون، وربما بمعنى المسجد

ذكرها المؤرخ أبو شامة في الفترة الأيوبية باسم البيرة، بنفس اسمها الحالي، وفي الفترة العثمانية ذكرت بإسم بيرة الكبرى، وهي جزء من ناحية تتبع لواء القدس

وفي عام ١٦٩٧ ذكرها هنري موندريل باسم بير، علماً أن الغالبية الساحقة من الرحالة كانوا يذكرونها باسم بيرة.

يعد ادوارد روبنسون أول من ربط ما بين اسم البيرة وما ذكر في العهد القديم من اسم بئروت، ويعتقد أن بير أو بئروت هي نفسها البيرة، حيث تتوافق الأسماء بشكل كامل، علاوة على ذلك أن المؤرخ يوسيبوس أو يوسيبوس قيسارية، وهو مؤرخ روماني عاش في نهاية الفترة الرومانية وبداية الفترة البيزنطية، قد ذكر أن المسافرين ما بين القدس وعمواس يمكنهم رؤية بئروت عند حجرالأميال الروماني السابع، وبالتالي يرى روبنسون أنها طريق قوافل الجمال التي تربط ما بين الرملة والقدس، حيث تمر من قرية الجيب، وبالتالي يمكن رؤية البيرة من المناطق القريبة من الجيب بعد مغادرة القدس والمسير ساعة من الزمن باتجاه الرملة، ويذكر أيضاً أن اسم بئروت لم يذكر نهائياً منذ زمن جيروم